fbpxالجامعات ومفهوم المرموقية | Amman Arab University
الجامعات ومفهوم المرموقية

 

الجامعات ومفهوم المرموقية بقلم: أ.د.يونس مقدادي

أصبح مصطلح المرموقية والمعروف للجميع يتردد في الأونة الأخيرة على آلسنة الوسط الأكاديمي لإرتباطه بمؤسسات التعليم الجامعي، وذلك لأهميته في ظل التسابق العالمي في قطاع التعليم الجامعي نحو بناء السمعة والمكانة الأكاديمية وغيرها، ويحمل هذا المصطلح وبمدلولاته الواسعة العديد من المؤشرات بالغة الأهمية ومنها العراقة، والسمعة الأكاديمية، والتميز في التعليم، والتميز في البحث العلمي النوعي، والتميز في قياداتها الأكاديمية وفكرها الاستشرافي، والتميز في مصادر مؤهلات وخبرات كوادرها الأكاديمية، وتميز في سياساتها وخططها الاستراتيجية، وتميز بتصنيفاتها الأكاديمية، وتميز في شراكاتها الأكاديمية وبرامج التعاون، وتميز بنوعية مخرجاتها وخريجيها، وتميزها بالاستقلالية التامة، والمكانة وغيرها والتي أسهمت في رسم الهوية المرموقية للجامعات والتي أوصلتها إلى ما هي عليه دون منافس، ناهيك عن سمعتها المتميزة أينما ذكر أسمها.

لقد أصبح هذا المصطلح من أولويات حديث الوسط الأكاديمي وتساؤلاتهم حول كيفية الوصول إلى هذه الهوية والتي تسمى بالمرموقية.وكمحاولة للتعرف على المرموقية بمؤشراتها دعونا ندخل على مواقع بعض الجامعات المرموقة الالكترونية والمعروفة للجميع للمشاهدة والتفحص فيما يجري بتلك الجامعات لأستوقفنا الكثير مما سنشاهد أو مما سنعرفه عنها، مما سيدفعنا بالتالي لطرح العديد من التسؤولات حول الكثير من الحقائق لتلك الجامعات وما حققته من إنجازات كبيرة عبر سجلها الأكاديمي منذ تأسسيها، وبالتالي سنكتشف بإن تلك الجامعات فعلياً تعوم في عالم أخر، مما دفعنا لتناول هذا الموضوع لتوجيه الأنظار حول مفهوم المرموقية بمؤشراتها والذي قد يكون مثيراً للنقاش ليتسنى لنا بلورة أهمية هذا المفهوم متأملين العمل بموجبه بالرغم من الانجازات الكبيرة والمقدرة لجامعاتنا منذ تأسسيها.

أننا نسمع وفي حالات نادرة لمن هم في موقع المسؤولية في جامعاتنا يتحدثون عن المرموقية ومؤشراتها وصب حديثهم هو الاشارة إلى بعض الانجازات دون التعمق في التفاصيل وقد يكون ذلك لأسباب معينة، ولكننا نرى بإن الوقوف على موضوع المرموقية وأهميتها على أعتبارها من أهم عناصر بناء الصورة والهوية والسمعة والمكانة والميزة التنافسية للجامعات ومستقبل مسيرتها التعليمية والتي يراها العديد بحاجة ماسة إلى وقفة تحليلية لتشخيص واقع ما يمارس عملياً بحق هذا المفهوم ومؤشراتها.

ولهذا الغرض حاولنا أن نسمع لآراء العديد ممن هم في الوسط الأكاديمي بهذا الموضوع والتي آشارت معظمها بوجود تحديات تقف أمام الجامعات في إدارتها لموضوع المرموقية بمؤشراتها المهمة، وقد نتفق مع غالبيتها ومن أبرزها وجود قصر نظر في تصورات القيادات الأكاديمية الاستراتيجية والمستقبلية لمآسسة العمل الأكاديمي المتميز وهذا وكما يقول البعض يعزى إلى عدم الالتزام بالمعايير النوعية في أختيارهم، وتراجع في ضبط مؤشرات بناء السمعة الأكاديمية وهذا يعزى بالدرجة الأولى إلى التوجه نحو التعليم الكمي وعلى حساب التعليم النوعي، وتراجع في نوعية الانتاج العلمي والمتعتمد على الكم وليس النوع وهذا يعزى لضآلة عدد الشراكات الأكاديمية والبحثية وصعوبات عقدها مع جامعات عالمية، وتراجع الالتزام بالمعايير النوعية في أستقطاب أعضاء الهيئة التدريسية ومؤهلاتهم المرموقة، وعدم قدرة الجامعات التمتع باستقلالية مطلقة أكاديمياً وإدارياً ومالياً، وضعف في البنية التحتية وغيرها الكثير.

ومن هنا نجد بإن مجمل هذه التحديات قد أصبحت تقف أمام إدارات الجامعات على الرغم من المحاولات الكثيرة لمعالجتها كأولوية للإيفاء بمتطلبات المرموقية ومؤشراتها. ومن هنا نرى بإن المرموقية تتطلب حلول إستراتيجية وتكتيكية بهدف التخلص من رواسب التحديات آنفة الذكر لتتمكن الجامعات من الدفع بذاتها نحو مواكبة كل ما هو جديد بدلاً من التأرجح في مربع المستحيل، مع الحاجة الماسة لهيكلة خطط الجامعات الاستراتيجية وبواقعية، والتركيز على حُسن أختيار القيادات الأكاديمية ذات النظرة المستقبلية والبرامج التطويرية، والتركيز على التعليم والبحث العلمي النوعي، والالتزام بالمعايير النوعية للمدخلات والمخرجات التعليمية ومنها أختيار أعضاء الهيئة التدريسية ومرموقية مؤهلاتهم، والاندماج مع الجامعات العالمية من خلال شراكات وبرامج تعاون حقيقية، والالتزام بمؤشرات السمعة الأكاديمية، والالتزام بمعايير التصنيفات العالمية المعروفة لتمكين جامعاتنا الحاق بركب المرموقية بمؤشراتها لتبقى منارات نفاخر بها العالم في ظل تطلعات الجميع والأجيال القادمة وتناغماً مع تطلعات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم.