الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأردن: ركيزة الاقتصاد ودافع الاستدامة
بقلم: الدكتور معاذ البحيرات/ جامعة عمان العربية
الأردن دولة ذات دخل متوسط مرتفع، حيث يتألف محركها الاقتصادي بالكامل تقريبًا من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. على سبيل المثال، كان 95٪ من سوق الأعمال في الأردن يتكون من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في عام 2021. علاوة على ذلك، تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ما يقرب من 95٪ من جميع الشركات المسجلة، وتساهم بنسبة 50٪ في الناتج المحلي الإجمالي، وتوظف ما يقرب من 60٪ من القوى العاملة الأردنية. تدل مثل هذه العلامات على أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم للاقتصاد الأردني ومدى أهمية إدراجها في أي خطة للنمو الاقتصادي والمستدام.
بشكل عام، يتم تعريف الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الأردن على أساس عدد الموظفين ضمن ثلاث فئات رئيسية؛ الشركات الصغيرة لديها 19 موظفًا أو أقل، والشركات المتوسطة لديها 20-99 موظفًا. علاوة على ذلك، بدأت الأردن في رعاية الشركات الصغيرة والمتوسطة في بداية السبعينيات من القرن الماضي من خلال استراتيجية التنمية الاقتصادية لمدة 5 سنوات (1976-1980)، والتي سمحت للشركات الصغيرة والمتوسطة بتقديم بدائل للمنتجات والسلع المستوردة. بعد ذلك، تم إنشاء العديد من الجمعيات والمنظمات ذات الأجندات التصنيعية الاجتماعية والاقتصادية، والتي تركز على تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة الأردنية.
بالإضافة الى ذلك، تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة الأردنية العديد من الحواجز التي قد تعيق تنمية الاستدامة لديها، أولاً، لديها موارد أكثر ندرة وخبرة أقل في التعامل مع التقنيات والإجراءات الجديدة بالإضافة إلى وصول أكثر محدودية إلى الأصول مقارنة بنظيراتها الأكبر حجمًا. ثانيًا، إشراك الإدارة العليا في جميع قرارات المنظمة. ثالثًا، التركيز بشكل أكبر على العمليات على حساب التوجه الاستراتيجي. بالإضافة إلى العديد من القضايا المتعلقة بالتمويل والصادرات والرسوم والتحديات الإجرائية. وفيما يتعلق بنقص التمويل، فإن الافتقار إلى طرق متنوعة للتمويل المالي هو قيد تقليدي يمنع الشركات الصغيرة والمتوسطة من التوسع والنمو واستدامة أدائها. وفي هذا الصدد، فإن خفض التكاليف من خلال ممارسات الاستدامة (على سبيل المثال، إعادة التدوير وإعادة الاستخدام والتخفيض) هو الدافع الأكثر أهمية للشركات الصغيرة والمتوسطة الأردنية لتصبح مستدامة. وفيما يتعلق بالصادرات، فإن غالبية الشركات الصغيرة والمتوسطة الأردنية ليست موجهة نحو التصدير حيث ينصب تركيزها على إنتاج سلع ذات قيمة مضافة منخفضة وتقليدية بمواصفات غير مستدامة وجودة رديئة.
علاوة على ذلك، تساهم الجهود المبذولة لتوليد منتجات مبتكرة وممارسات مستدامة إضافية في تعزيز قدرات الأعمال التجارية دون توقف ومدى ابتكارها، وبالتالي، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستثمر وتتطور في ريادة الأعمال تنفيذ إجراءات مبتكرة، مما يؤدي إلى منتجات وعمليات وخدمات مبتكرة ونتائج أداء أعمال مستدامة متفوقة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل المركزية تحديًا للشركات الصغيرة والمتوسطة في مختلف البلدان، بما في ذلك الأردن، مما يعيقها من استغلال الشبكات والعلاقات بين الجهات الفاعلة عبر سلسلة التوريد والتي تعتبر بالغة الأهمية للتنفيذ الفعال للابتكارات لتعزيز الاستدامة. تتجمع المنظمات وأنشطتها التجارية في العاصمة الأردنية (عمان)، حيث يعيش الأشخاص ذوو الدخل المرتفع. وفي الوقت نفسه، تعاني العديد من المدن خارج عمان من التخلف، مما يعني ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. ومن هنا، فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأردنية كمؤسسات ريادية تحتاج إلى تطبيق أنشطة مبتكرة لتحقيق أداء مستدام مما يؤدي بدوره إلى تقليل معدلات البطالة والفقر. كما تحتاج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأردنية إلى الحفاظ على العلاقات والثقة المتبادلة مع حلفائها، نظرًا للمستويات المتقدمة من الترابط بين عملياتها التجارية.