السلوك المجتمعي والحس بالمسؤولية بقلم: أ.د.يونس مقدادي
سعدنا في حقيقية الأمر كيف يتعامل جهاز الأمن العام وعدد من المواطنون من خلال رسائلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن محاذير بعض السلوكيات غير المرغوب بها لدى البعض والمخالفة تماماً للقيم والأعراف والقوانين ونخص سلوكيات البعض في المناسبات كأطلاق الأعيرة النارية للتعبير عن أفراحهم، والتي أظهرت خروج هذه السلوكيات عن الأعراف والأخلاق والقوانين الناظمة وما يتبعها من قتل أو اصابات لأرواح برئية وغيرها من المأسي والتي لا يحمد عقباها أنسانياً ومجتمعياً.
لقد سمعنا جميعاً بتحذيرات الإجهزة الأمنية والرامية إلى معاقبة ممن يرتكبون مخالفة أطلاق الأعيرة النارية للتعبير عن الفرح بالسجن والغرامات المالية لتكون رادعاً لهكذا سلوكيات ناهيك عن الحديث المتواصل عبر وسائل الأعلام والاجهزة المختصة والمثقفون وخطباء المساجد وغيرهم مؤكدين على محاذير هذه الظاهرة الضارة بالمجتمع كنتيجة لضعف الوعي والتي يجب أن تتوقف مهما كلف الأمر حرصاً من الجميع على سلامة المجتمع عملاً على إذابة جميع المفاهيم الضارة والمسيئة بإعتبار مجتمعنا من المجتمعات المتحضرة في المنطقة فكرياً وثقافياً وعلمياً ولا ينقصنا شىء على الاطلاق مع الحرص على ثقافتنا وهويتنا الحضارية والأصيلة.
أن أطلاق الأعيرة النارية في المناسبات ليست أقل خطورة ممن يرتكبون مخالفات السير بالخروج بالمواكب للتعبير عن الفرح وأغلاق الطرق العامة، والسرعة، ناهيك عن سلوكيات البعض ممن يضعون أطفالهم في أحضانهم خلال قيادتهم للمركبات وغيرها من السلوكيات والتي أصبحت مثيرة للجدل بالرغم من صرامة قوانين السير والمخالفات الأخيرة بحق مرتكبيها، ولكن ومن المؤسف ما زلنا نشهد هذه المشاهد يومياً من البعض في شوارعنا دون أي أهتمام أو احترام للأخرين أو القوانين وجميعها تدل على غياب الوعي أو اللامبالاة. يعتقد العديد بإن مرتكبي هكذا مخالفات وهم في الغالب ممن لا ينقصهم علماً ولا عقلٍ، ولكن من المؤسف نجد لديهم الاصرار على ارتكاب هكذا مخالفات مما يستوقفنا الأمر جميعاً في البحث عن معالجات لهكذا سلوكيات بدءٍ من مضاعفة الوعي والحس بالمسؤولية في البيت والمدرسة والجامعة ودور العبادة ووسائل الأعلام وغيرها كمحاولات لإذابة هذه السلوكيات مع تغليظ العقوبات دون هوادة.
أننا نعي أهمية مناشدات الجميع بتوعية المجتمع وعبر الوسائل المختلفة لتحصين مجتمعنا وحمايته من هكذا سلوكيات والتي تحمل في طياتها مشاهد لا تليق بمكانته وقيمه الأصيلة في مختلف المناسبات والتي أصبحت تستوقف الجميع أخذين بعين الأعتبار بإن هناك حقوق للمجتمع والأسرة والطريق والجار والمريض وطالب العلم والموظف وغيرهم، مما يقودنا إلى نبذ هذه السلوكيات جملة وتفصيلا ليبقى مجتمعنا خالي من العبث بمقدراتنا وقيمنا التي نفاخر بها العالم. أن حماية المجتمع من سلوكيات العابثين تتطلب من الجميع وعلى مختلف المستويات وقفة توعية لإبناءنا وبناتنا بالامتناع تماماً عن هكذا سلوكيات لمضارها على الجميع لا بل بقاءها ستشكل ثقافة مجتمعية يسودها اللامبالاة وعدم الاحترام لذاتنا، والفوضى السلوكية المخالفة لقيمنا وأخلاقنا والتي لا تعبر عن حضارتنا وهويتنا التي نتشرف بالانتماء اليها.
وعليه نعتقد بإن هناك حاجة ماسة للمزيد من الوعي لنبذ بكل ما يضر بالمجتمع أفراداً ومؤسسات لنبقى على الدوام في ركب المجتمعات المتحضرة رافضين كل ما يعكر صفو حياتنا، وهذه مسؤولية الجميع فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لتستمر المسيرة الحضارية والثقافة التي نتطلع اليها تناغماً مع تطلعات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم.