إمتحان قدرات للطلبة الجدد ما بعد القبول في الجامعات
بقلم: أ.د.يونس مقدادي – جامعة عمان العربية
لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة الأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية العامة وهم في الغالب يتوجهون إلى الجامعات لإستكمال دراستهم الجامعية بعد الإيفاء بشرط القبول والذي يعتمد بالدرجة الأولى على معدل الثانوية العامة بمختلف فروعها بإعتباره هو الشرط الوحيد للقبول في مختلف التخصصات في الجامعات، وهذا الشرط ما زال سارياً ومنذ عقود مضت، وبناءاً عليه يتقدم الطلبة بطلبات الالتحاق بالبرامج الأكاديمية المتاحة بالجامعات، وبالتالي تخضع جميع إختيارات الطلبة من التخصصات المرغوب بها والواردة بطلبات الالتحاق على شرط القبول والوحيد والمتمثل بالمعدل الذي حصل عليه الطالب في الثانوية العامة.
أن موضوع إمتحان القدرات للطلبة الجدد في الجامعات من المواضيع التي ما زالت تلقى إهتمام العديد من المتابعين بشؤون التعليم الجامعي والذين أجمعو بإن هذا الموضوع يحتاج إلى إهتمام أكبر وبشكلٍ أكثر موضوعية في ضوء الأقبال الهائل على التعليم ومن مختلف الدرجات العلمية، على الرغم من أن التعليم حق مكتسب للجميع، بهدف إضافة شروطاً أخرى ما بعد قبول الطلبة في الجامعات ومنها إمتحانات القدرات والتي أصبحت ضرورية لعقدها ما بعد قبول الطلبة مباشرة لتكون أكثر تناغماً مع تحديات التعليم وخاصة في ظل التوجه نحو تدويل التعليم،والتعليم التقني، والتعليم الالكتروني والذي أصبحت تفرض نفسها على الجامعات وتوجهاتها المستقبلية.
لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة بإن هناك تزايد ملحوط في أعداد الناجحين في الثانوية العامة ، والطلب الكبير على التعليم الجامعي محلياً ودولياً الأقبال الكبير ولإسباب مختلفة وأبرزها هو أن التعليم أصبح مطلباً إجتماعي وإقتصادي.إن هذا الإقبال الكبير على التعليم الجامعي قد أستوقف العديد من أصحاب الإختصاص والرأي فيما يتعلق بإضافة شرطاً أخرى ينفذ ما بعد قبول الطلبة الا وهو إخضاع الطلبة الجدد لإمتحان قدرات ومهارات، بحيث تقوم الجامعات على تصميمه وتنفيذه قبل بدء الطلبة دوامهم للفصل الدراسي الأول.
أن مقترح إمتحان القدرات والمهارات لطلبة الجامعات الجدد فهو معمول به في كثير من دول العالم، وقد يأخذ هذا الأمتحان صفة الشرط للدخول في الجامعات كشرط ثاني بالإضافة إلى معدل الطالب بالثانوية العامة. ويعلن عنه بعد إعلان قوائم القبول في الجامعات مباشرة مقابل مبلغ رمزي ،ويعقد ليوم واحد ولمرتين بالسنة، ويكون على جلستين منها جلسة للراغبين بالتخصصات العلمية وأخرى للتخصصات الأنسانية والأدبية والإجتماعية، وسيكون هدف هذا الإمتحان هو معرفة وفرز قدرات ومواهب ومهارات وإهتمامات وتوجهات الطلبة المقبولين من خلال عدة مجالات وحقول معرفية نحو تخصصات معينة ، بحيث يحصل الطالب على نتيجة الإمتحان وبشكلٍ فوري (الإلكترونياً) وإجتياز الطالب لهذا الإمتحان يُعد إحدى شروط الالتحاق بالجامعات وفقاً لسلم علامات معين تكون موزعة على حقول التخصصات المختلفة في الجامعات.
أن أهمية هذا المقترح ليس الهدف منه التعقيد في عملية الالتحاق بالجامعات وزيادة الأعباء، ولكنه يعطي مدلولاً عن قدرات ومهارات وإهتمامات الطلبة، وفرز الأفضل من الطلبة ضمن معايير نوعية، وهذه المدلولات تُعد بالغة الأهمية في المنظور الأكاديمي الجامعي، لأن الجامعات بالفعل هي بحاجة إلى طلبة قادرة على الإبداع والتفوق في إختصصاتها ، وبنفس الوقت ستصبح الجامعات طرفاً في عملية أختيار الطلبة وبالذات الطلبة ذوي القدرات العالية للإلحاقهم بالبرامج الأكاديمية المتاحة، وهذا بالتالي سيرفع من نوعية المخرجات التعليمية، ورفد سوق العمل بخريجين يتمتعون بقدرات فائقة في المعرفة والتطبيق القائم على أساس القدرات والجدارات والمهارات الفردية.
أن مقترح عقد أمتحان قدرات ومهارات للطبة المقبولين الجدد في الجامعات قد يشكل قيمة نوعية ويكون كأحد شروط الالتحاق بالجامعات، فبإعتقادي أن هذا الموضوع قد يستحق الدراسة والإهتمام كمقترح والبحث في أبعاده وغاياته من قبل الجهات المختصة لما فيه العديد من المنافع النوعية لصالح الجامعات والطلبة، وبنفس الوقت ستسهم هذه الإمتحانات في دفع الجامعات بالحاق بمثيلاتها من الجامعات العالمية وبشكلٍ خاص فيما يتعلق بشروط القبول والتي تحرص على أختيار نوعية الطلبة وقدراتهم، وبالتالي سنجد له إنعكاسات إيجابية على جودة التعليم الجامعي ومخرجاته التعليمية نحو مستقبلٍ أفضل.