الأمير الحسن: ما تشهد المنطقة من حروب وصراعات يؤكد الحاجة لاستراتيجيات مستدامة لتوطين الأدوية بالشرق الأوسط
عمان- برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، انطلقت، الاسبوع الماضي، فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية الصيدلة في جامعة عمان العربية، تحت عنوان "توطين الطب الدوائي في الشرق الأوسط"، بالتعاون مع جمعية الشرق الأوسط لمتخصصي الطب الدوائي في بريطانيا (UK/MEAPP) . وأكد سموه، في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور سعد جابر، أهمية تحفيز الشراكات وبناء التعاون بين القطاع العام وقطاع التصنيع الدوائي والمؤسسات الأكاديمية ومقدمي الرعاية الصحية، لتعزيز قدرات البحث السريري والحفاظ على أعلى معايير للسلامة الدوائية.
وأشار سموه إلى أن ما نشهده اليوم من حروب وصراعات متكررة في المنطقة، أدى إلى تسريع الوصول إلى أزمة إنسانية خطيرة وتعطيل سلاسل التوريد وإعاقة تقديم العلاج وتعريض أنظمة الرعاية الصحية الهشة للخطر.
ولفت سموه إلى أن الوضع لن يعود إلى طبيعته مرة أخرى، وهذا يؤكد الحاجة الملحة لاستراتيجيات مستدامة لتوطين الأدوية في الشرق الأوسط، منوها إلى أن الشرق الأوسط لديه المكون الضروري لامتلاك الطب الصيدلاني المتقدم والمنتج لتحقيق هدف سلامة المرضى. بدوره، أشار الدكتور محمد الوديان رئيس جامعة عمان العربية إلى أن مشروع توطين صناعة الدواء في الشرق الأوسط، يهدف إلى تعميق تصنيع الأدوية محلياً بالتوسع في إنشاء وتطوير المراكز البحثية الطبية وزيادة المكون المحلي نحو تصنيع الخامات الدوائية وبين الوديان أن هذا المشروع يجلب نفعاً وفائدة كبيرة كتلبية احتياجات السوق المحلي من الدواء والحد من الاعتماد على الاستيراد وتخفيض تكلفة صناعة الدواء لصالح الصناعة الوطنية والمستهلك وتنمية الإمكانات التصديرية لقطاع الدواء في الأسواق العربية وخلق فرص وظيفية نوعية.
من جانبه أشار الدكتور عاصم البغدادي مدير عام جمعية الشرق الأوسط لمتخصصي الطب الصيدلاني في بريطانيا أن الطب الصيدلاني يتطور بسرعة وله دور محوري في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية العادلة والمتساوية على مستوى العالم، وتطوره في منطقة الشرق الأوسط في هذه اللحظة الحرجة يعد ذا أهمية قصوى.
ونوه البغدادي إلى أن الابتكار في مجال الأدوية يتقدم بسرعة غير متوازنة، مما يترك العديد من الدول بدون رعاية صحية كافية وتعتمد بشكل أساسي على الأدوية المستوردة، وتعاني من نقص شديد في العلماء المتخصصين في تطوير الأدوية الجديدة، مضيفا أن صناعة وابتكار الأدوية لم تعد أمرًا ترفيًّا، بل أصبح مسألة أمن قومي، وكانت جائحة كورونا خير دليل على ذلك.