ندوة في العلاقات العامة تعرض للأدوار الاستراتيجية وشروط الاتصال الناجح
شدد أكاديميون وخبراء اتصال على أهمية مأسسة دور العاملين في دوائر العلاقات العامة، في وقت تكثر فيه الشائعات ويغزوه التخبط.
ودعا الخبراء في ندوة متخصصة نظمها قسم العلاقات العامة والإعلان في كلية الاعلام بجامعة اليرموك إلى أهمية المنحى الاستراتيجي في الاتصال وضرورة ان ينعكس في الهيكل الوظيفي للمؤسسة وربط دوائر العلاقات العامة بالادارة العليا.
وحملت الندوة عنوان (العلاقات العامة في المؤسسات الأردنية الحكومية والخاصة وتطبيقاته)، ورعاها رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، وافتتحها نائب الرئيس للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي الدكتور فواز عبد الحق الذي قال أن الحاجة باتت ماسة في هذه المرحلة التي يغزوها التخبط والنزاعات والانتهاكات والإشاعات أن يتمتع العاملون في العلاقات العامة بإدارة السمعة المؤسسية بشكل بناء ومنصف، وتوظيف الإعلام ووسائله وأدواته، لاسيما وأنهم الأدرى بتأثيراته وتداعياته، بالشفافية والمسؤولية والمصداقية والإحساس بالجماهير وغاياتها ومتطلباتها، وان يسهموا في تعظيم منجزات مؤسساتهم والبناء عليها لإفادة الوطن والارتقاء به وبمؤسساته ومنظماته.
وأضاف عبدالحق أن المتخصصين في هذا المجال هم القادرون على اعطاء هذا العلم بعده العميق وامتداده الواسع، مشيرا إلى مساهمات العلاقات العامة في بناء السمعة الطيبة للمنظمات، وترسيخ الصورة الذهنية الممتازة عنها لدى مختلف الفئات اعتمادا على أساس من الحقائق والمعلومات الصادقة، فضلا عن وظائفها كالتخطيط والتقييم والمتابعة الجيدة للمشروعات.
بدوره أشار عميد كلية الاعلام الدكتور علي نجادات إلى ان أهمية العلاقات العامة مع الجمهور تتضح في المنظمات المعاصرة من خلال ما تؤديه العلاقات العامة الناجحة من مهام تكوين السمعة الطيبة للمنشأة والصورة الذهنية الممتازة عنها لدى المجتمع، موضحا أن العلاقات العامة تعتبر السلاح المزدوج الذي يستخدم درعا للدفاع عن الشركة بنفس كفاءة وقوة استخدامه للهجوم، وقال: إن أي شركة ناشئة كبيرة أو صغيرة دون قسم للعلاقات العامة تعتبر شركة دون جهاز مناعي، وأن أي أزمة مهما كانت عابرة قد تمثل بالنسبة لها كارثة حقيقية قد تؤدي بها إلى المجهول.
وشارك خبراء إعلام وعلاقات عامة في الندوة وهم: مدير التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي العميد الركن عودة شديفات، ومساعد رئيس جامعة عمان العربية لشؤون الاعلام والعلاقات العامة الأستاذ كمال فريج، ومساعد مدير الملكية الأردنية للإعلام والاتصال باسل الكيلاني، ومديرة دائرة الاعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأردنية الدكتورة هيا الحوراني وعدد من أساتذة وطلبة كلية الاعلام، في حين أدارها رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان الدكتور فؤاد السعدان.
و عرض شديفات لتجربة مديرية التوجيه المعنوي، ومؤكدا ارتباط وتداخل العلاقات العامة بحقول الإدارة والعلوم الاجتماعية.
وأوضح أن العلاقات العامة تعد من أهم متطلبات النظم الإدارية الحديثة وتستند إليها العديد من الأدوار الحيوية التي تتعلق بإبراز الصورة المشرقة للمؤسسة وما تقدمه من خدمات للمجتمع لتكون بذلك حلقة اتصال وتواصل وأداة تفاعل نشطة داخل المؤسسة وخارجها.
وأشار شديفات إلى أن نجاح المؤسسة سواء أكانت حكومية أم أهلية لا يتوقف فقط على انجازاتها إذا لم يتم إبراز تلك الانجازات من خلال نجاح قسم العلاقات العامة فيها وإيصالها الى الجمهور المستهدف، مضيفا أن الشخص الذي يعمل في العلاقات العامة يفترض به أن يكون قارئا جيدا لمؤسسته ومحط ثقة لمن يعمل معهم وللجمهور.
بدوره عرض مساعد رئيس جامعة عمان العربية لشؤون الاعلام والعلاقات العامة الأستاذ كمال فريج للمنحى الاستراتيجي الاتصالي للعلاقات العامة في المؤسسات، وقال إان مدير العلاقات العامة يجب أن يكون على ارتباط مباشر برئيس المؤسسة او بالادارة العليا لما لذلك من دور في ترجمة رؤى المؤسسات من خلال البرامج المنفذة، فضلا عن عن استعار الازمات والمشكلات ووضع الحلول، إيصال الرسائل المناسبة لجمهورها المستهدف وفي وقتها المناسب، بما يقود لإيجاد حلول ومقترحات لها بشكل أسرع وأسهل، موضحا أنه من المهم كذلك إجراء استطلاعات رأي واستبيان من العلاقات العامة لمعرفة مدى قبول واستحسان القرارات التي يتم طرحها في أي مؤسسة واتخاذ الإجراء اللازم بناءا على ذلك.
وأضاف فريج انه من الضروري أن يؤمن رئيس المؤسسة بعمل دائرة العلاقات العامة وما يمكن أن تقدمه وإلا لن يكون هناك قيمة لأي عمل تقوم به ولن يحظى بتأثير، منوها إلى أن رجل العلاقات يجب أن يكون مثقفا في كل شيء وأن يكون ذو رأي سديد وجريء لا يتهاون في الإساءة لسمعة المؤسسة وصورتها.
بدوره أشار مساعد مدير الملكية الأردنية للإعلام والاتصال باسل الكيلاني إلى أن دائرة العلاقات العامة جزء لا يتجزأ من عمل أي مؤسسة، فدائرة الاعلام والاتصال في الملكية الأردنية تقدم العديد من الأخبار والمعلومات للجمهور على المستوى المحلي وكذلك تصل ما سبق لكل إنحاء العالم اذ تمت الاستفادة من خبرات الشركاء وحتى المنافسين لتحقيق ذلك.
وذكر أن الاتصال في عمل العلاقات العامة والإعلام يتمثل في الاتصال الوجاهي الذي يتطلب القدرة على الحديث بكافة وسائل الاعلام وإلقاء الخطابات وكذلك الاتصال الكتابي المتمثل بأهمية إتقان اللغتين العربية والانجليزية وتوظيفها بالشكل الأمثل لكونها أداة مهمة من أدوات الإعلامي الناجح ولمن يعمل في مجال العلاقات العامة فالأخير يجب أن يتقن مهارات الاعلام كالتحرير الصحفي وغيره من المهارات.
أما مديرة دائرة الاعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأردنية الدكتورة هيا الحوراني فقالت إن من يعمل في العلاقات العامة يقع على عاتقه جزء كبير من تحمل المسؤولية وهذا يتطلب منه أن يكون نبيها ومتيقظا لكل ما يدور حوله ومتابعا لأدق وأهم التفاصيل وكذلك أن يتمتع بالمصداقية في إيصال كافة المعلومات
وأوضحت أن من اختار هذا الحقل ليعمل فيه يفترض به أن يكون صبورا ومهيأ للخوض في العديد من التفاصيل ومع كافة الفئات مما يستدعي به أن يتحلى كذلك برحابة الصدر