القضاة من "عمان العربية" يشارك في ندوة "الاستقلال بين التحديات وانتصار الإرادة
عمان - شارك الدكتور منذر القضاة مساعد عميد كلية القانون في جامعة عمان العربية في الندوة العلمية التي أقامتها رابطة علماء الأردن بعنوان " الاستقلال بين التحديات وانتصار الإرادة " وبحضور معالي الأستاذ الدكتور هايل داوود وزير الأوقاف الأسبق وعضو رابطة علماء الأردن ، والدكتور محمد المقابلة .
حيث أكد الدكتور القضاة إلى أنَّ التحديات التي تواجه الأردن ومازالت تواجهه كثيرة ، ومتعددة سواء التحديات الداخلية أو الخارجية ، ولكل دولة من موقعها الجغرافي نصيب من هذه التحديات الداخلية والخارجية ، وكغيرها من الدول سَنوات صعبة مرت على المملكة الأردنية الهاشمية منذ تأسيسها عانت من خلالها الكثير من المؤامرات والدسائس ، وسعى في محاولة تدميرها وخرابها ، والنيل منها دول وأفراد ، وهيئات ، وجماعات ، وحُرمت من ابسط الحقوق في تأمين مستلزمات شعبها في ظل زخم من المؤامرات المتواصلة ، وبقيت صامدة منيعة عزيزة بفضل الله ومنّة منه.
وأشار الى جهود ملوك الأردن الكبيرة على مرِّ التاريخ منذ التأسيس ، وحتى اليوم ، وما بذلوه وما قدموه للأردنيين ، في ظل وضع اقتصادي ،وظروف سياسية صعبة واضحة ؛ فأصبحت الأردن الآن منارة في التعليم والتقدم الطبي والعلمي وبناء المدن والمساجد والجامعات والمدارس والزراعة والمستشفيات وشق الطرق وتحقيق سبل الرفاه الاجتماعي ودولة القانون والمؤسسات.
ثم استعرض القضاة في الندوة تحدي كبير يتعلق بمحاربة بث الأقاويل والشبهات والواجب على الأردنيين ألا ينظروا إلى الثرثارين، المتشدقين بالكلام المحدثين للفتن، الموقدين تحتها فليس العبرة بكثرة الكلام، ولا بفصاحة اللسان ، ولا بسحر البيان، ولكن العبرة والميزان هو بقوة الحجة والبيان بالدليل من كتاب الله ومن سنة رسوله (عليه الصلاة والسلام). وما تقتضيه النصيحة الشرعية من وجوب العدل في القول والعمل، والعناية بمتابعة هديِّ النبي (عليه الصلاة والسلام) في إسداء النصح لكل مسلم بما يحقق المصلحة، ويدرأ المفسدة ويجمع القلوب، ويلم الشمل ويوحد الصفوف عملاً بقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
وقوله (عليه الصلاة والسلام): (إنَّ الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله لكم). ثمَّ حذر الدكتور القضاة من سوء استعمال وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة في الأردن في ظلِّ الانتشار غير المسبوق لوسائل التواصل الاجتماعي المتعددة ، وسوء الاستخدام من خلال تناقل المقالات الرخيصة ، أو البيانات الكاذبة ، أو الفيديوهات المبتورة التحريضية، وبث الاشاعات الكاذبة المليئة بالحقد والكراهية بدعوى الوطنية وحماية الوطن ؛ ليتلقفها كُل من كان على شاكلتهم. لترويج أهدافهم ، وتحقيق غاياتهم الدنيئة ، ومما يزيد الأمر اثماً ، وسوءاً تناقل بعض الناس من عامة الشعب جهلاً على صفحاتهم هذه المقاطع ، وتداولها بينهم ، ونشرها فوراً دون مراعاة لحرمتها، وعدم التيقن منها.
وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ ] سورة المائدة : الآية 2[ وتناول الدكتور منذر القضاة تحدي كبير يتعلق بخطر تنامي الإشاعة ؛
واليوم نعيش في زمن الاخبار الزائفة والتي استنفرت غالبية دول العالم لمواجهتها وذلك لأنَّ التطور التقني سهل كثيراً عملية انتشارها كما أنها باتت مؤثرة على الرأي بشكل يفوق الوصف
لعلَّ من أخطر ما يواجه الشعب الأردني حالياً هو خطر تنامي الإشاعة بين أفراده، وتفشي مروجي الإشاعة
فيساهم هؤلاء في تأجيج الأحداث ، والعمل على تحريك الرأي العام ، ويعرضّهم للأقاويل والشبهات من خلال ربط تعسفي ، وغير أخلاقي لمجريات الأحداث.
وفي كلمة أخيرة موجهة بذكرى الاستقلال قال الدكتور القضاة : ما يزال الحكم الهاشمي مستمراً في ظل رابع مُلوك الهاشميين للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله - ، منذ أن شَرُفَت هذه البلاد بهم ، وُوُحدها الهاشميون ، وأصبح لها كيان ووطن ننعم في ظلهِ بالأمان والاطمئنان وليعلم هؤلاء دعاة الفتنة والخراب ، والقاصي والداني منهم أننّا في الأردن جميعاً لحمة واحدة من شتى المنابت والأصول .