بيوت الخبرة بين الغاية والعائد
بقلم: أ.د.يونس مقدادي
يُعد مصطلح بيوت الخبرة والذي يعلق في ذهن الكثير من النخب المتعلمة والمثقفه وذوي الخبرة في شتئ مجالات كإحدى المرجعيات المتعارف عليها والتي يستعين بها أصحاب القرار في مختلف المؤسسات وفي كل القطاعات لغرض المشورة والنصح وذلك لما لها من آراء فكرية وطروحات ممزوجة بالخبرة والتجربة والدروس المستفادة عبر سنوات مضت، والتي لها شأن في تطوير أداء و تضخيم عوائد تلك المؤسسات. وليس هناك من إختلاف بان بيوت الخبرة ماهي إلا كنزاً فكرياً بقيمتها وعوائدها في توجيه بوصلة الحياة بظروفها وتحدياتها لاعتمادها على المنهج القائم على الخبرة وبعيداً عن المجازفات المحملة بالمخاطر المتوقعة والتي لا يُحمد عقباها في حالات كثيرة.
لا يخفى على الجميع بإن العوائد التي تحققها بيوت الخبرة كبيرة جداً وذلك لكونها مدخلاً فاعلاً لمعالجة الكثير من المعضلات والمشاكل بمختلف أنواعها وميادينها وتقديم الحلول الناجعة التي من شأنها الارتقاء بمستوى أداء وفاعلية العمل المؤسسي، حيث حققت تحولاً واقعياً ساهم في تغيير وتطور المجتمعات التي تهدف إلى تحقيق التنمية وأهدافها السامية وعلى مختلف الصُعد . ولا يخفى على أحد أيضاً بإن بيوت الخبرة أخذت الكثير من المجتمعات وبالأخص المتقدمة منها بإستبدال المسميات المشابهة والشائعة كالاستشاريين أو المستشارين بمصطلح بيوت الخبرة قولاً وعملاً مما أصبحت ثقافة راسخة في تلك المجتمعات ومؤسساتها وفي مختلف القطاعات وعلى عكس ماهو قائم في مجتمعات الدول النامية التي تكرس مسمى مستشار أو استشاري بكثرة في الهياكل التنظيمية والإدارية لمؤسساتها المختلفة دون أن نرى منهم أية حلول جذرية للكثير من المشاكل والتحديات للكثير من القطاعات لا بل يرى الكثير بإن المعاناة ما زالت قائمة.
إن الغاية من الاستعانة ببيوت الخبرة ليس إنتقاصاً من قيمة أحد أو من العاملين في المؤسسات والذين يُعدون جزءاً من كادرها الوظيفي والمهني وإنما لأبراز أهمية بيوت الخبرة بإعتبارها خزين معرفي إستراتيجي وخبراتي لابد من توظيفها والاستفادة منها كأدوات بديلة يمكن تفعيلها لتغذية القرارات وتقديم الحلول لمعالجة العديد من المشكلات في شتئ المجالات كالسياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والزراعة، والمياه، والقضاء ، والتشريع وغيرها تجنباً من مخاطر الخطأ مهما صُغر أو كبُر.
وعليه نرى بإن توظيف بيوت الخبرة كمرجع وموسوعة فكرية وصاحبة رأي وخبرة في ترشيد القرارات بناءاً وتنفيذاً ليكون الجميع على مسافة واحدة في خدمة المجتمع بمكوناته ومؤسساته نحو النهضة والتطور وتحقيق أهداف التنمية وتطلعاتها المستقبلية في كافة المجالات.