المواطنة الفاعلة ودور الجامعات
بقلم: أ.د.يونس مقدادي
لقد أشار سيد البلاد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في ورقته النقاشية الرابعة بعنوان "نحو تمكين الديموقراطية والمواطنة الفاعلة" إلى أهمية المواطنة الفاعلة ودورها في بناء الوطن، والتي تتجلى أهميتها في حاجتنا الماسة لها في حياتنا كمواطنين وعلى مختلف الصُعد حرصاً منه على حب الوطن ، والإنتماء والولاء المطلق له، والالتزام التام بالمسؤوليات والواجبات إسهاماً من الجميع نحو سمو العلاقة بين المواطن والوطن لأجل خدمته ورفعته ليكون الوطن عنواناً وبيتاً للجميع.
إن الغايات والأهداف الجليلة من المواطنة الفاعلة تتمثل بالعديد من المنافع لصالح الجميع ومنها حصول الجميع على الحقوق المدنية، ومشاركة الجميع في الشأن العام، والحرية المسؤولة، والمساواة وتكافؤ الفرص، وترسيخ لغة الحوار البناء، وإحترام التنوع العقائدي والثقافي، والتي بمجملها عنوانين تحمل بمدلولاتها الكثير لصالح المواطن والوطن مما يؤكد كل ذلك على أن المواطنة هي واجباً وطني.
وتُعد فئة الشباب في مجتمعنا الأردني هي الأكبر عدداً كفئة ذات أهمية يُعول عليها الجميع نحو بناء المستقبل للوطن نظراً لما تحمله هذه الفئة من أفكار وعزيمة وشموخ ليكون لها الدور والمشاركة الفاعلة في التنمية والتغيير النوعي نحو سمو الوطن ليكون في مصاف الدول والمجتمعات المتقدمة. ونعلم جميعاً أهمية ودور الجامعات كأحد الشركاء الرئيسين بإعتبارها المصانع الحقيقية لبناء الشخصية والعقول لأجيال المستقبل إنطلاقاً من غرس ثقافة المواطنة بمفاهيمها وغاياتها وإبعادها في شخصية وهوية وسلوك وإتجاهات الطلبة تجاه الوطن بإعتبارهم صناع المستقبل الزاهر بالعطاء والقائم على الحب والتفاني والولاء لوطنهم ومجتمعهم ومؤسساته.
ولترجمة حرص الجامعات الموصول على ترسيخ ثقافة المواطنة لدى طلبتها إذ نقترح بربط مساق التربية الوطنية بالواقع وبالتطلعات الوطنية، ودمج الطلبة بقضايا وموضوعات تهم الوطن لتجذير مفاهيم التربية الوطنية والمواطنة الصالحة والفاعلة، ومضاعفة عدد ورش العمل المتخصصة بقضايا الوطن، وفتح قنوات التواصل مع الطلبة ومشاركتهم بالأفكار والتوجهات الرامية إلى تفعيل ثقافة المواطنة بمفاهيمها وغاياتها وأبعادها لتكون منهج حياة متلازمة بهوية وشخصية الطالب ليكون بالتالي الطالب الذي نتطلع اليه مستقبلاً وبدوره الفاعل وتمكينه من المشاركة الفاعلة في بناء الوطن ضمن أجواء ديموقراطية عبر الأجيال.